مقدمة
تلعب الترجمة المعتمدة دورًا حيويًا في ربط الثقافات وتسهيل المعاملات الرسمية بين الدول. فهي الجسر الذي تعبر من خلاله الوثائق القانونية، الأكاديمية، والطبية لكي تصبح صالحة ومعترف بها دوليًا. ومع أهميتها القصوى، تبرز بعض الأخطاء الشائعة التي قد يقع فيها كل من العملاء ومكاتب الترجمة، مما قد يؤثر سلبًا على دقة الترجمة وقبولها.
أخطاء شائعة من جانب العملاء عند تقديم المستندات
غالبًا ما يظن العملاء أن دورهم ينتهي عند تسليم المستندات، لكن هناك خطوات أساسية يمكنهم اتخاذها لتجنب الأخطاء:
- عدم وضوح المستندات الأصلية: تعد هذه المشكلة من أبرز التحديات. عندما تكون المستندات ضوئية أو صورًا غير واضحة، أو بها أختام وتوقيعات غير مقروءة، فإن ذلك يصعّب مهمة المترجم وقد يؤدي إلى أخطاء في نقل الأسماء، التواريخ، أو الأرقام.
- الحل: تأكد دائمًا من تقديم نسخ واضحة وعالية الجودة للمستندات الأصلية، ويفضل أن تكون بصيغة PDF قابلة للبحث إن أمكن.
- نقص المعلومات السياقية أو التوضيحات: في بعض الأحيان، قد تحتوي المستندات على اختصارات، مصطلحات خاصة بمؤسسة معينة، أو إشارات غير واضحة تحتاج إلى تفسير. عدم تقديم هذه التوضيحات للمترجم قد يؤدي إلى ترجمات خاطئة أو غير دقيقة.
- الحل: تواصل مع المترجم أو مكتب الترجمة وقدم أي معلومات إضافية أو سياق قد يساعد في فهم المستند بشكل أفضل. على سبيل المثال، إذا كان المستند يتضمن اختصارًا غير شائع، فاشرح معناه.
- توقع ترجمة حرفية بحتة: الترجمة ليست مجرد استبدال كلمة بكلمة. لكل لغة هياكلها، تعبيراتها، وتكويناتها الثقافية الخاصة. التركيز على الترجمة الحرفية قد يؤدي إلى نص غير مفهوم أو غير طبيعي في اللغة الهدف.
- الحل: ثق بالمترجم المحترف الذي يفهم الفروق الدقيقة بين اللغات والثقافات. ناقش معه أي مخاوف لديك، لكن تجنب فرض ترجمة حرفية قد تضر بالجودة.
أخطاء شائعة من جانب المترجمين في عملية الترجمة
حتى المترجمين المحترفين قد يقعون في بعض الأخطاء إذا لم يتوخوا الحذر:
- عدم فهم سياق الوثيقة أو الغرض منها: قد يترجم المترجم الوثيقة كلمة بكلمة دون إدراك الغرض النهائي من الترجمة (هل هي للتقديم في جامعة، للمحكمة، للسفارة؟). هذا يؤثر على اختيار المصطلحات المناسبة والنبرة المطلوبة.
- الحل: يجب على مكتب الترجمة المعتمد دائمًا أن يسأل العميل عن الغرض من الترجمة وأين ستستخدم الوثيقة. البحث المتعمق عن السياق الثقافي والقانوني للوثيقة أمر ضروري.
- الاعتماد المفرط على برامج الترجمة الآلية دون مراجعة بشرية: على الرغم من تطور أدوات الترجمة الآلية، إلا أنها لا تزال غير قادرة على فهم الفروق الدقيقة في اللغة، التعبيرات الاصطلاحية، والسياق الثقافي بشكل كامل. استخدامها دون مراجعة دقيقة يؤدي إلى ترجمات ركيكة وغير دقيقة.
- الحل: يمكن استخدام الأدوات المساعدة (CAT Tools) لزيادة الكفاءة، لكن يجب أن تكون الترجمة المعتمدة دائمًا خاضعة لمراجعة وتدقيق بشري دقيق من قبل مترجم محترف يمتلك الكفاءة اللغوية والثقافية اللازمة.
- الخلط بين المصطلحات القانونية أو الفنية: كل مجال (قانوني، طبي، هندسي) له مصطلحاته الخاصة والدقيقة. استخدام مصطلح غير دقيق أو غير صحيح قد يغير معنى الجملة بالكامل ويؤدي إلى عواقب وخيمة، خاصة في الوثائق المعتمدة.
- الحل: يجب على المترجم أن يكون متخصصًا في المجال الذي يترجم فيه، أو على الأقل أن يمتلك خبرة كافية في البحث عن المصطلحات الصحيحة والمراجعة مع متخصصين في المجال إذا لزم الأمر.
- إغفال تدقيق الأرقام والأسماء والتواريخ: هذه التفاصيل قد تبدو بسيطة، لكن خطأ واحد فيها يمكن أن يجعل الوثيقة غير مقبولة أو يؤدي إلى مشكلات قانونية.
- الحل: تطبيق عملية تدقيق شاملة لجميع الأرقام، الأسماء، التواريخ، والعناوين بعد الانتهاء من الترجمة. يُفضل أن يقوم بالتدقيق شخص آخر غير المترجم الأصلي.
- عدم الالتزام بالتنسيق الأصلي للمستند: في الترجمة المعتمدة، غالبًا ما يتطلب الأمر مطابقة التنسيق الأصلي للمستند قدر الإمكان (الجدول، الرسومات، الأختام، التوقيعات). عدم الالتزام بذلك قد يجعل الوثيقة تبدو غير احترافية أو غير موثوقة.
- الحل: يجب على المترجم أن يولي اهتمامًا خاصًا للتنسيق البصري للوثيقة، وأن يستخدم الأدوات المناسبة للحفاظ على الشكل الأصلي قدر الإمكان.
المصادر:
https://www.translatorscafe.com